علامة بارزة وهامة
لا أعتقد أن مؤرخا عادلا يمكن أن يتجاهل وهو يؤرخ للتشكيل السعودي أن يتخطى ويتناسى أسماء مثل محمد السليم , عبد الجبار اليحىا, عبد الله الشيخ, فؤاد مغربل,منيرة موصلي, اعتدال المطيري, صفية بن زقر.. وغيرهم وإن آثر البعض منهم أن يدخل دوائر الظل لسبب أو لآخر, إننا في هذه المساحة نحاول أن نلقي الضوء على أحد هؤلاء فثمة جيل ظهر على الساحة أخيرا أجزم بأنه لا يعرفه..
لمحة عن الفنان:
يعد (عبدالجبار اليحيا)رائداً من رواد الحركة التشكيلية السعودية المعاصرة، تستطيع أن تكتشف
خصوصيته من خلال مداخل وملامح وتقنيات تشكيلية متنوعة، الأمر الذي يدعوك إلى التأمل
والترقب والملاحظة عند رؤية وتذوق أعماله التصويرية، وخاصة أن ذاكرته وإنسانيته تتضافران في
عفوية وتلقائية مع سطح العمل الفني، كما أنه مباشر وصريح يغضب و يفرح ويفاجئك بحالة من
حالات الوجد والتأمل والحب مع ذاته ومع الآخرين من خلال أعمال ترصد تلك الحالات والانفعالات.
وإذا قادتك قدماك إلى مرسمه بالرياض فإنك قد لا تستطيع الوقوف لحظة للتأمل لأنك تكون منجذباً
تتسارع خطاك سعياً لرؤية أعماله فهو عندما يصور الصحراء يصبح جزءاً منها: النخلات صامدات على
مر الزمن، وهؤلاء النسوة جلسن على الأرض في انتظار الزمن، وتلك الزوجة هي الأخرى تنتظر في
هدوء وأمل وهذه الزوجة وزوجها في حالة بناء مشترك، وهذا الرجل يمد لك يده يساعدك على
الوقوف واللوحة تؤكد ذلك المضمون.
وكلها أعمال تتفاعل مع الحياة قلباً وقالباً وبلا جمود ومعظمها يدعو إلى الانتماء والبناء ليكوِّن رؤى عميقة لروابط متينة.
المرأة في لوحاته:
من لوحاتة:
*ويبقى عبدالجبار اليحيا أسم وفعــــل:
ويبقى عبدالجبار اليحيا.. اسم وفعل في مسيرة الفن التشكيلي السعودي.. وبدرجة رائد للبدايات ورائد في أسلوبه وثقافته ووعيه بدوره الإبداعي يعمل بصمت ويمازج بين القلم والفرشاة يكتب القصة القصيرة ويترجم لها ويرسم اللوحة ويمتلك القدرة في التعريف بحقيقة الإبداع.. صال وجال وحقق الكثير معرفياً وتواجداً فكان له ما أراده من مكانه في الساحة التشكيلية الخليجية عامة.. في لوحاته خط تماس سماه شعرة معاوية بين مختزله التراثي الأصيل شكلاً ومضموناً وبين علاقته بالجديد فهو فنان مخضرم يتعامل مع كل المعطيات.. للإنسان مساحة هامة في لوحاته.. يقتنص خلالها ومضات المشاعر وبارقة العاطفة بأسلوب السهل الممتنع.. لا يتكلف في أدائه ولا يلوي ذراع الفكرة أو يجد أداته التعبيرية لتقول مالا يمليه عليها الوجدان لهذا تأتي أعماله بما فيها من معان وملامح قريبة من العين مطابقة لمختزل ذاكرة المتلقي حتى لو لم يكن يعيش بعضاً من زمانها أو مكانها وقيل هي عبقرية التعامل مع حركة التلقي السريعة في عصر بصري التعامل مع كل مايحيط به مما يعني خطورة ذاكرته وحساسيتها وقدرتها على المقارنة والفصل.